حدد نظام الأحوال الشخصية السعودي كيفية توزيع الميراث على الورثة المستحقين للتركة، حيث تنتقل لهم الحصص الإرثيّة بمجرد وفاة المورث. إلا أن بعض الورثة يستأثر بالميراث دون البقية، فما عقوبة آكل الميراث في القانون السعودي، هذا ما نوضحه في سطورنا التالية فهيا بنا بندأ.
أفضل محامي مواريث وتركات لدى مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية، اتصل ووكله في أية قضية تتعلق بالمواريث.
جدول المحتويات
عقوبة آكل الميراث في القانون السعودي
لم تنص الأنظمة الجزائية في المملكة على عقوبة آكل الميراث بشكل صريح، وبالتالي يتوجب العودة لأحكام الشريعة الإسلامية، تطبيقاً لأحكام المادة الأولى من نظام الإجراءات الجزائية السعودي، التي أكدت على أن الجرائم المرتكبة في المملكة تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية ما لم يرد نظام يتعلق بها.
وقد حرّمت الشريعة الإسلامية أكل الميراث، ومنحت بقية الورثة الحق في التقدم بشكوى للقاضي، وإلزام الوريث المسيطر على التركة بتسليم الحصص الإرثية لباقي الورثة، مع تعويضهم عما لحقهم من ضرر مادي ومعنوي نتيجة استغلال ذلك الميراث.
وبالتالي فإن الاستيلاء على الميراث يعتبر غصباً له، مما يعني بأن يد الوريث الذي يضع يده على الميراث دون بقية الورثة، تعتبر يداً غاصبة، وبالتالي يتوجب رفع يده جبراَ عن الميراث، ومعاقبته بالعقوبات التعزيرية التي تعود للقاضي الناظر في الدعوى والمتمثلة بالحبس والجلد والغرامة، أو بإحدى تلك العقوبات، أو بعقوبتين منها.
مع التنويه بأن الوريث الذي يضع يده على التركة مستخدماً التزوير أو الغش أو الخداع أو التحايل، ليستأثر بالميراث دون بقية الورثة الآخرين.
فإن ذلك يمنح الحق لهؤلاء الورثة برفع دعوى جزائية ضده وفقا لأحكام النظام الجزائي للتزوير، أو نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، ومعاقبته بالعقوبات المقررة بهذا الشأن.
الأساس الشرعي لعقوبة آكل الميراث
إن الأساس الشرعي للعقوبة في القانون السعودي، هي النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، التي تحث على ضرورة توزيع الميراث، وعلى أن أكل الميراث يعتبر إثماً عظيماً.
ومن ذلك الآية رقم 10 من سورة النساء: ((إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً))، وكذلك الآية القرآنية رقم 11 من سورة النساء: ((يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين))، وبالتالي فإن توزيع الميراث يعتبر أمراً من الله سبحانه وتعالى، يجب عدم مخالفته.
ومن الآيات الشديدة المتعلقة بعقوبة اكل الورث قول الله سبحانه وتعالى: ((وتأكلون التراث أكلاً لما)) سورة الفجر الآية 19.
وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة)). أخرجه ابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومعنى أُحَرِّج، أي أضيق على الناس في تضييع حق كل من اليتيم والمرأة.
ويتضح من كافة النصوص القرآنية التي تشدد على ضرورة إعطاء كل ذي حق حقه في الميراث، فإن عقوبة الأكل الميراث شديدة في الدنيا وأشد في الآخرة.
وإذا ما تقدم أحد الورثة بشكوى ضد وريث آخر، بأنه اغتصب الميراث، فإن العقوبة تعزيرية تعود للقاضي الناظر في الدعوى، مع إلزام ذلك الوريث بتسليم الحصص الإرثية لكل واحد من الورثة.
الأسئلة الشائعة
ومن أهم الأسئلة الواردة حول هذا الموضوع:
وفي ختام مقالتنا عن عقوبة آكل الميراث في القانون السعودي، والتي وضحنا من خلالها خطورة تلك الجريمة، والعقوبة المقررة بشأن اكل مال الورثة دنيوياً وآخروياً.
فإننا ننصح كل من لديه قضية تتعلق بالميراث، أن يوكل أفضل المحامين المختصين بذلك لدى مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية فقط بالضغط على زر الوتس أب.
واقرأ أكثر عن تقسيم الميراث لمن ليس له ولد في السعودية، كما أنصحك بقراءة شرح مفصل عن جدول تقسيم الميراث في السعودية، كما لا تنسى الانتقال إلى توزيع الميراث بين الذكور والإناث في السعودية.
المحامي والمستشار القانوني حسين الدعدي
يحمل شهادة بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جاعة أم القرى في مكة, المملكة العربية السعودية.
له مقالات قانونية تنشر باستمرار في الموقع الرسمي للمكتب وفي بعض المواقع القانونية الأخرى.
يتميز المحامي والمستشار القانوني حسين الدعدي بتخصصات مختلفة من القانون السعودي: كنظام الاجراءات الجزائية ونظام المرافعات الشرعية ونظام الأحوال الشخصية ونظام الأوراق التجارية وغير ذلك.
كما لديه سنوات عديدة من الخبرة وباع طويل في كتابة اللوائح والاعتراضات والمذكرات القانونية لمختلف المحاكم السعودية.