كيف اطالب بحقي في الارث في السعودية

  تناولت الشريعة الإسلامية جميع أمور الحياة الكونية وكل ما يخص الإنسان في حياته من معاملات وأصول دنيوية فجاء علم المواريث أو علم الفرائض ليكون الميراث هو أداة مثلى في إقامة الدين الحنيف وفق ضوابط مثلى تحفظ الحقوق من حيث تقسيم التركة بعد وفاة المورث بين الوارثين بحيث يعطى كل مستحق نصيبه من التركة التي خلفها المتوفي فلا يظلم أيا أحد منهم جراء تلك القسمة، فقسمة التركة تولى الله عز وجل تقسيمها وتفصيلها وأصل قواعدها في القران الكريم  ولم يكن للسنة في بيان أحكامه الا الجزء اليسير، لذلك سأتحدث اليوم في مقالي هذا عن الفروض في الإسلام ومن هم الورثة وكيف أطالب بحقي بالإرث في المملكة العربية السعودية.

أولاً: ما هو المقصود يعلم الفرائض أو (المواريث)…؟

كنا قد تحدثنا سابقاً في أحد مقالاتنا التي تطرقت لأشهر محامي متخصص في قضايا الارث في السعودية عن مصطلح علم الفرائض والمواريث والذي يعني : أولاً: في اللغة تعتبر الفرائض هي جمع كلمة فريضة، بمعنى مفروضة أي مقدرة. ثانياً:  اصطلاحاً تعني نصيب مقدر في الشرع لمستحقه، فعلم الفرائض هو علم المواريث وهو معرفة أحكام الميراث ومعرفة من يرث ومن لا يرث ومقدار ما لكل وارث.  

ثانياً: أهمية علم الفرائض

كما تحدثت في أول المقال إن أحكام المواريث وتشعباته تأتي من صنيع يد العدل يد الله عز وجل صيغت أحكامها بكل متانة ورصانة ولو بقي الإنسان قرون يحاول ويجهد نفسه ليستطيع تقسيم التركة بهذا العدل وبهذه الحكمة الإلهية لما استطاع أن يفسر القليل والقليل، وتأتي أهمية هذا العلم بأن أحكامه نزلت وقدرت بعظيم خلق الله سبحانه وتعالى وبينت جميع أحكامها جزافه وأنزل بها الآيات التي تحدد نصيب الوارثين في قول الله عز وجل: (يَستَفتُونَكَ قُل الَلهُ يُفتيكُم في الكَلَالَة إن امرٌؤا هَلَكَ لَيسَ لَهُ ولدٌ ولَهُ أُختٌ فَلَها نصفُ مَا تَرَكَ وَهُو يَرثُهَاَ إن لَم يَكنُ لَهاَ وَلَدُ فإن كاَنَتَا اثنتَيَن فَلَهُمَا الثُلثَان مماَ تَرَكَ وإن كَانُوا إخوةً رجَالاً ونسَاءً فللذكَر مثلُ حَظ الأُنثَيَين يُبَينُ الَلهُ لَكُم أَن تَضلُوا واللهُ بكُل شَيءً عَليم )) سورة النساء الآية (176)، فعلم الفرائض من العلوم المهمة التي يجب الالمام بها، حيث روى مطرف عن مالك، قال عبدالله بن مسعود: ( من لم يتعلم الفرائض والطلاق والحج فبم يفضل أهل البادية؟ ) إلا إن حكم تعلمها هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين.

ثالثاً: ما هي أنواع الإرث وترتيب المستحقين للتركة

 

أولاً: الإرث بالفروض

 حيث تحدثنا في تعريفنا عن علم الفروض بأن الفرض هو حصة محددة للوارث في التركة وفق ما جاء في القرآن الكريم، والفروض التي ذكرت  في القرآن والسنة هي ستة فروض كالتالي: النصف، والربع، والثمن، والثلثان، والثلث، والسدس، ومثال: توفي رجل وترك زوجة وله منها ولدين ذكور وثلاثة بنات قسمة هذه التركة تكن كالتالي: ا) للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ، قال تعالي(( فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم)). ب) وما بقي يقسم على الأولاد والبنات للذكر مثل حظ الانثيين، قال تعالى ((يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين))  

ثانياً: الإرث بالتعصيب

وهو الذي ليس له سهم مقدر في الميراث فيرث بعد أصحاب الفروض. والعصبة ثلاث أنواع كالتالي: 1- عصبة بالنفس. 2- عصبة بالغير. 3- عصبة مع الغير.  

رابعاً: ما هي الشروط التي يتحقق فيها الارث

قد اجمع جميع الفقهاء على أن شروط الميراث تتحقق في حالتين:

• موت المورث وفاة الموروث حقيقة إذ لا يعتد بحالة الموت السريري إذ يجب التأكد من وفاة المورث بالعين المجردة أو حكماً أي حكم القاضي بوفاته بعد فترة اذا كان مفقوداً .
• حياة الوارث ولا يشترط هنا الحياة الطويلة فيرث الشخص أن كان حيا للحظات بعد وفاة المورث، أي المهم أن تتحقق الحياة للوارث لحظة موت المورث فيورث الأحياء من الأموات ولا يورث الأموات من الأموات وهذا خلط يحصل في حالات الوفاة الجماعي كحادث او ما شابه ذلك، وهذا يؤكد منه بالعين المجردة أو يحكم القاضي للحمل والطفل في بطن أمه فإذا ولد حيا أخذ حصته من التركة واذا ولد ميتا لا يرث، وحتى المفقود يحكم بحصته فإذا عاد حيا أخذ حصته واذا تبين وفاته فيعدل الحكم حسب تاريخ الوفاة.

   

رابعاً: ما هي الاجراءات المتبعة لتقسيم تركة المؤرث المتوفي

هناك بعض الأمور التي يستوجب القيام بها من تركة المتوفي قبل تقسيمها على ورثته وفق أراد الله عز وجل، لذلك يتم اخراج هذه الأمور من التركة قبل البدء بتقسيمها لكي لا تكون محط نزاع وكونها تتعلق بالحقوق الشخصية للمتوفي ، وأقل شيء ممكن أن يؤدى إليه بعد وفاته وتلك الحقوق لها تصنيف معين حسب الأولوية

وفق التالي:

• تجهيز الميت.
• الحقوق المتعلقة بعين التركة كالديون الموثقة بالرهن.
• الحقوق المتعلقة بذمة الميت كالدين التي ليس فيها رهن كالزكاة، ديون الادميين كالقرض
• الوصية الجائزة وهي الثلث او أقل لغير وارث.
• الارث يأتي أولاً وفق الترتيب الإرث بالفرض ثم التعصيب ثم الرحم.

إجراءات تقسيم التركة وهي كالتالي :

• استخراج شهادة وفاة للمورث.
• استخراج وثيقة حصر ورثة للمتوفي عن طريق تقديم إنهاء لدى دوائر الإنهاءات في المحاكم العامة.
• ويجب أن يتم تقديم إنهاء من قبل أحد الورثة أو من يقوم مقامه شرعاً يطلب فيه حصر الورثة للمتوفي.
• يشتمل الإنهاء على إثبات أسماء الورثة، وأهليتهم، ونوع قرابتهم من المورث، والشهود على ذلك.
• يتم حصر التركة من أموال منقولة وغير منقولة عن طريق الورثة او الجهات المختصة.
• ضبط وثيقة التخارج لدى المحكمة واصدار صك بذلك.
• صك الولاية علي الورثة القصر ان وجدوا.
• صكوك الوكالات من الورثة غير الحاضرين.
• صك الوصية في حال كان هناك وصية.
• صكوك العقارات وكشف حسابات المتوفي في البنوك وشهادات ملكية الأسهم وأوراق ملكية المنقولات.

في حالة عدم حصول نزاع  بين الورثة على مسألة تقسيم التركة يتم التقسيم والأفضل الاستعانة بالمتخصصين مكتب الصفوة للمحاماة متخصص في قسمة التركة بين الورثة .

خامساً: ما هو الحل الأمثل في حال حصول نزاع بين الورثة حول تقسيم الإرث

إن قسمة الله هي القسمة العادلة ولكن قد يطرأ بعض الخلافات أثناء تقسيم التركة لجهالة معرفة الفروض والأنصبة وكيفية تقسيمها في هذه الحالة فإنه يتم توزيع الأنصبة قضائياً وتتم قسمة التركة بشكل اجباري من قبل المحكمة ومن ثم تحول إلى قاضي التنفيذ لتنفيذ القسمة فيما يمكن اقتسامه كالمصاغ الذهبي والنقود وما لا يمكن اقتسامه كمنزل او سيارة فيتم بيعه بالمزاد العلني وتقاسم ثمنه.

الخاتمة:

إن موضوع الارث معالج معالجة إلهية فيها من العدل والرحمة ما لم يمكن تواجده في أي حل اسعافي، لذلك ما عليك إلا المطالبة بحقك بشكل رضائي وتصفية التركة عن طريق محامي متخصص بالارث يجيد حل المسائل الارثية وهو بلا شك محامي الصفوة بكل ما لديه من قدرات ومعرفة وخوف من الله قبل أي شيء لذلك لا تتوانى عن الاستعانة بهم. كيف اطالب بحقي في الارث في السعودية كيف اطالب بحقي في الارث في السعودية