تخطى إلى المحتوى

ما المقصود بالحجر في النظام السعودي

    ما المقصود بالحجر في النظام السعودي

    ما المقصود بالحجر في النظام السعودي

     قال الله سبحانه وتعالى : (( فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أولا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل)) صدق الله العظيم، من هنا سأبدأ حديثي لم ينزل الله سبحانه وتعالى آية إلا لحكمة، وجاءت هذه الآية لتوضح لنا مفاهيم عدة كالسفيه والضعيف ، فمنع الإنسان من استخدام حقوقه لا يعني انتقاص من كرامته ولا سلب لحقوقه، وإنما هو بهدف صون ماله من ذوي النفوس الضعيفة وعدم جعلها لقمة سائغة في يد كل جماح للهوى ، فعندما تحمي حقوق فرد فإنك تحمي مجتمع بأكمله لذلك سيكون نطاق حديثي عن الحجر ونطاق مشروعيته في النظام السعودي.

    أولاً: ما المقصود بالحجر وفق الشريعة الإسلاميةما المقصود بالحجر في النظام السعودي

    إذا ما تعرفنا على مفهوم الحجر فالشريعة الإسلامية ذلك سيبسط لنا معرفةالحجر في النظام السعودي، كون النظام السعودي مستوحى من أحكامالشريعة الإسلامية ، وحيث يعرف الحجر في الشريعة الاسلامية بأنه:(( حرمان الإنسان من التصرف في ماله، سواء كان الحرمان من الشرعكحرمان الصغير والمجنون والسفيه أو من القاضي كمنع المشتري منالتصرف في ماله حتى يؤدي الثمن الحال عليه)) .

    ثانياً: أسباب الحجر في النظام السعودي

    إن أسباب الحجر متعددة منها ما هو متفق عليه من جميع الفقهاء:
    • كالحجر بسبب فقد الأهلية أو نقصانها كالصغير أو المجنون أو المعتوه.
    • وقد اختلف الفقهاء حول الحجر نتيجة للسفه أو الغفلة ، فإن اوقعت عليه الحجر فلن يكون بسبب نقص الأهلية، وإنما صوناً لماله كونه لا يداري في اتخاذ التصرفات السليمة والتي تعتبر مفيدة له ومنتجة ، وإنما يتأذى من تلك التصرفات وتلحق به ضرراً نتيجة غبنه ، وفي حال كاد دائناً أو مديناً يجب مراعاة حقوق الطرفين وذلك لأن المال عصب الحياة فيجب مراعاته والاعتناء به، لقوله تعالى: (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا))، وأيضاً قوله تعالى : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين))، لذلك يجب الانفاق والاسراف في حدود المعقول وبما يرضي الله عز وجل من غير تقتير أو اسراف.
     

    ثالثاً: ما هي الغاية التي يهدف إليها الحجر  من تحقيقها في الحجر على تصرف المحجور عليه

    إن إيقاع الحجر لا يكون إلا الأسباب التي تم ذكرها سابقاً، وهذه كلها تنتجأثرها في تصرف المحجور عليه وفي حقوق الغير وهذه الغايات تتمثل في :
    • إن الحجر يقع لمصلحة المحجور عليهم وتمت إجازته لمصلحتهم وهم المجنون والصغير والسفيه والمبذر ومن في حكمهم .
    • حجر لمصلحة الغير هنا لا يكون الهدف من الحجر مصلحة المحجور عليهم  كالحجر على المدين والمفلس لحق الغرماء (الدائنين)، ومريض الموت لحق الورثة فيما زاد على ثلث التركة حيث لا دين، وحجر الراهن لحق المرتهن في العين المرهونة.
     

    رابعاً: ما هو مدى مشروعية الحجر في الإسلام.

    يستمد الحجر مشروعيته من قوله تعالى: ((ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التيجعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا، وابتلوااليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم )).وأيضاً قوله سبحانه وتعالى : (( فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أولايستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل)) صدق الله العظيم 

    خامساً: هل الحجر يشمل  أيضاً جميع تصرفات الإنسان غير المالية للمحجور عليه.

    إن حرمان المحجور عليه سواء كان سفيها أو مريضا أو مفلسا من استعمالماله وطريقة إنفاقه لا تتمثل في الحجر على حقه في الحياة، فالحجر  لايعني حرمان المحجور عليه من بعض تصرفات الإنسان الأخرى  كالطلاقوالزواج  والعبادات البدنية، والعبادة المالية المفروضة كالحج، لكن يجبالتنويه إن الصبي والمجنون لا يصح تصرفهما في شيء أبداً من الأموالأو الأحوال الشخصية من زواج وطلاق.

    سادساً: من المسؤول عن تصرفات المحجور عليه .

    إن القرآن الكريم يحمل رسالة العالمين من أحكام وشريعة وتصرفات فلم يغفلعن ذكر الصغيرة قبل الكبيرة وإن عني الفقهاء والعلماء بتفسيرجميع آياته ، فوجدوا بحراً من العلوم والأصول تمتزج في حياتنا منذ العصورالقديمة وحتى وقتنا الراهن نعم إنه وجد لكل زمان ومكان، فآيات القرآن الكريمبينت من يحق له الاعتناء  بمصالح المحجور عليه وحتى لا تتعطل شؤونه، أوجب وجود أولياء شرعيين يعهد إليهم الوقوف إلى جانبه لكي يمكن تصريفأمواله، حيث تتمثل مسؤولية الأولياء بحماية أموال المحجور عليهم ومنخلفهم من ورثتهم والاعتناء بشؤونهم بالحق والعدل والمعروف لأنه قد يتركالإنسان خلفاً ضعافاً غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم بحاجة لمساعدةغيرهم ممن أعطاهم الله حق الولاية عليهم لقوله سبحانه ((وليخشالذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاًسديداً، إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراًوسيصلون سعيراً))، والولي هو الأب ، ثم لوصيه من بعده كالجد، ثم للقاضي.

    الخاتمة:

    إن وجود الحجر كما ذكرنا فرضته أمور معينة وأسباب محددة ذكرناها ، فالحكم الذييصدر لا وجود له مع زوال العلة التي أدت إلى حصوله، فإذا زال سبب الحجرقرر القاضي رفع الحجر عنه، وهناك أحكام اخرى تتعلق بموضوع الحجر سنتناولهافي مقالتنا القادمة بإذن المولى عز وجل، وإلى هنا نكون قد أنهينا حديثنا عنبعض مفاهيم الحجر في النظام السعودي، فإذا واجهك أمر يتعلق بحقوقالمحجور عليه أو أعمال الولي لا تتردد في التواصل مع مكتب الصفوةللمحاماة والاستشارات القانونية وستجد الإجابة لجميع أسئلتك.
    متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
    لديك استشارة قانونية؟
    تواصل مع محامي

    جميع الحقوق محفوظة لدى مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية © 2023